غزة تواجه مجاعة حقيقية وانهيارًا صحيًا شاملاً

"أونروا" تحذر من إسقاط المساعدات جواً إلى غزة: خطر على المدنيين وتشتيت للانتباه

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 5:10:52 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أونروا

محمد خميس

في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وجهت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) انتقادات حادة لخطط بعض الدول الغربية، وعلى رأسها المملكة المتحدة، بشأن إسقاط مساعدات غذائية من الجو فوق القطاع المحاصر، واصفة إياها بأنها "غير فعالة وخطيرة".

فيليب لازاريني: الجوع لا يُعالج بالاستعراضات بل بالإرادة السياسية

وصف المفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني، هذه الخطط بأنها "تشتيت للانتباه" و"دخان للتغطية على حقيقة المأساة"، محذرًا من أن إسقاط المساعدات جواً قد يودي بحياة مدنيين جائعين نتيجة الفوضى وسوء التنسيق.

وقال لازاريني في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "الجوع المصنوع بأيدي البشر لا يُعالج إلا بالإرادة السياسية".

وشدد على أن الحل الوحيد هو رفع الحصار الإسرائيلي فورًا وفتح المعابر البرية لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل منظم وآمن. وأوضح أن "أونروا" لديها 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة في كل من الأردن ومصر، لكنها تنتظر الضوء الأخضر من سلطات الاحتلال للدخول إلى غزة.

غزة تواجه مجاعة حقيقية وانهيارًا صحيًا شاملاً

تتزامن تصريحات المفوض الأممي مع تحذيرات متصاعدة من منظمات إغاثية وأممية بشأن وفيات جماعية وشيكة في غزة، لا سيما بين الأطفال الرضع، في ظل نقص حاد في الغذاء، وانعدام الرعاية الصحية، وتوقف عمل المستشفيات.

ويعاني أكثر من 1.5 مليون فلسطيني من فقدان مساكنهم، في حين تفرض "إسرائيل" حصارًا خانقًا مستمرًا منذ 18 عامًا، بلغ ذروته مع العدوان المتواصل منذ قرابة 22 شهرًا، والذي دمّر البنية التحتية وأوصل القطاع إلى حافة المجاعة.

غوتيريش: ما يحدث في غزة "أزمة أخلاقية"

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبل أيام، إن العالم يواجه "تحديًا أخلاقيًا غير مسبوق"، ووصف الوضع في غزة بأنه "مجاعة واسعة النطاق" يتجاهلها المجتمع الدولي، داعيًا إلى تحرك فوري وحقيقي لوقف الكارثة.

أونروا: المبادرات الغربية جوفاء واستعراضية

رغم إعلان بريطانيا نيتها التعاون مع دول أخرى لإسقاط مساعدات جوًا وإجلاء أطفال مرضى، أكدت "أونروا" أن هذه المبادرات لا تحدث فرقًا حقيقيًا على الأرض، بل تخاطر بسلامة المدنيين، وتُستخدم إعلاميًا لصرف الانتباه عن مسؤوليات الاحتلال في منع دخول الإغاثة.

وشهد القطاع في الأشهر الماضية حوادث سقوط قتلى وجرحى أثناء محاولات إسقاط المساعدات، بسبب غياب التنسيق الميداني، والجوع الشديد، والفوضى في مواقع الإسقاط.

المعابر البرية هي الحل الوحيد لإنهاء الكارثة

تُجمع المنظمات الأممية والحقوقية على أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هو فتح المعابر البرية بشكل كامل وفوري، والسماح بتدفق المساعدات الغذائية والطبية بشكل مستمر وآمن.

ورغم الاتفاقات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تواصل سلطات الاحتلال رفض تنفيذها منذ مارس الماضي، وتُبقي على إغلاق شامل للمعابر، ما يعمق من مأساة الجوع والمرض والدمار في غزة.

التعليقات (0)