تكبير الخط تصغير الخط

أطلق مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، تحذيرًا شديد اللهجة من انهيار وشيك للنظام الصحي في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل ونفاد الأدوية والمستلزمات الأساسية، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية تهدد حياة آلاف المرضى.

نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية

في بيان رسمي صدر اليوم السبت، كشف المستشفى عن أن أكثر من 75% من الأدوية الأساسية باتت غير متوفرة، ما أدى إلى تراجع كبير وخطير في القدرة على تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى، لافتًا إلى أن الاستمرار في تقديم الرعاية أصبح على "المحك"، مع قرب نفاد ما تبقى من مخزون طبي.

وأضاف البيان أن "ما تبقى من المستلزمات لا يكفي لأكثر من أسبوع واحد"، محذرًا من شلل تام في الخدمات الصحية إذا لم يتم إدخال مساعدات عاجلة في أقرب وقت ممكن.

ناقوس الخطر يُقرع من قلب رفح

وحذّر المستشفى في بيانه من أن النقص لا يقتصر على الأدوية، بل يشمل أيضًا الأغذية الضرورية لرعاية المرضى، مؤكدًا أن الوضع في المستشفى يعكس الواقع المأساوي الذي تعيشه معظم المنشآت الطبية في قطاع غزة جراء الحصار ومنع المساعدات.

وقال البيان نصًا: "نُقرع ناقوس الخطر أمام النقص الحاد في معظم الأدوية والأغذية الأساسية والمستلزمات الطبية"، داعيًا المؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل قبل فوات الأوان.

العدوان الإسرائيلي مستمر رغم التهدئة

من جهة أخرى، لا يزال العدوان الإسرائيلي متواصلاً على قطاع غزة، حيث استأنف جيش الاحتلال عملياته فجر 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة دامت شهرين كانت قد بدأت في 19 كانون الثاني/يناير. غير أن الاحتلال الإسرائيلي خرق الاتفاق طوال فترة التهدئة، وواصل عملياته العسكرية، متجاهلًا كل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

حصيلة مأساوية ومجازر مستمرة

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تواصل "إسرائيل" بدعم أميركي وأوروبي ارتكاب ما وصفه حقوقيون بـ"الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، حيث أسفرت الهجمات عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود ما يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض.

دعوات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

في ضوء هذه التطورات، يتعاظم القلق الشعبي والدولي حيال انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل في قطاع غزة. وتُوجَّه نداءات عاجلة إلى المنظمات الإنسانية والصحية الدولية من أجل التدخل الفوري لتأمين الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.

إن استمرار الحصار واستهداف المنشآت الطبية يفاقمان من حجم الكارثة الصحية والإنسانية، ما يستوجب تحركًا فوريًا لإنقاذ الأرواح ومنع المزيد من الانهيار.