-
℃ 11 تركيا
-
25 أغسطس 2025
مسؤول إسرائيلي أمني سابق: الاحتلال الكامل لغزة سيكون مكلفًا جدًا للطرفين
السياق العسكري والسياسي
مسؤول إسرائيلي أمني سابق: الاحتلال الكامل لغزة سيكون مكلفًا جدًا للطرفين
-
24 أغسطس 2025, 5:04:43 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
أفادت قناة الجزيرة عن تصريحات نقلتها فوكس نيوز لمسؤول أمني إسرائيلي سابق، أكد خلالها أن الجيش الإسرائيلي قادر على احتلال قطاع غزة بالكامل، إلا أن الكلفة ستكون هائلة للطرفين.
وأضاف المسؤول أن الخطة العسكرية المحتملة تعتمد على تدمير كل شيء في البداية، ثم التقدم البطيء نحو السيطرة على المنطقة، مما يعكس الصعوبات الكبيرة التي قد يواجهها الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية واسعة النطاق داخل القطاع.
تفاصيل تصريحات المسؤول الإسرائيلي
أوضح المسؤول الأمني السابق أن احتلال غزة ممكن تقنيًا وعسكريًا، لكن الثمن سيكون باهظًا جدًا، سواء من الناحية البشرية أو المادية. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيضطر لتطبيق أسلوب "دمر كل شيء أولًا"، أي استهداف المباني المدنية والبنية التحتية بهدف تحييد المقاومة وتأمين تقدم قواته، قبل المضي قدمًا في السيطرة على المناطق بشكل تدريجي.
وأشار المسؤول إلى أن هذه الطريقة العسكرية تضع المدنيين في خطر مباشر، وقد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، خصوصًا بين النساء والأطفال.
كما أن التدمير الواسع للبنية التحتية سيضاعف من أزمة السكان ويزيد من الضغط الدولي على إسرائيل.
الكلفة البشرية والمادية المحتملة
وفقًا للتحليلات العسكرية، فإن أي عملية برية واسعة النطاق في غزة ستواجه مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك كتائب القسام والجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية.
ويشير الخبراء إلى أن الغارات الجوية وحدها لن تكفي للسيطرة على القطاع، وأن القوات البرية ستواجه متاهات شوارع ضيقة، أنفاقًا سرية، ومقاومة متماسكة، مما يزيد من احتمالات الخسائر البشرية بين الجنود والمدنيين على حد سواء.
من ناحية مادية، فإن العملية العسكرية ستتطلب موارد ضخمة تشمل المعدات الثقيلة، الذخائر، والدعم اللوجستي. ويضيف الخبراء أن تكاليف إعادة الإعمار بعد التدمير ستكون أيضًا باهظة، وستضع ضغوطًا إضافية على الاقتصاد الإسرائيلي.
تأثير الخطة على المدنيين الفلسطينيين
تؤكد المنظمات الدولية وحقوق الإنسان أن خطة "دمر كل شيء أولًا" ستفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة. فمثل هذا النهج سيؤدي إلى تدمير المرافق الأساسية مثل المستشفيات، المدارس، وشبكات المياه والكهرباء، مما يجعل حياة المدنيين أكثر صعوبة.
وأشار المسؤول الأمني السابق إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتقليل الخسائر العسكرية قدر الإمكان، لكنه لا يستطيع التحكم بالخسائر بين المدنيين بشكل كامل، خاصة في مدينة مكتظة بالسكان مثل غزة. ويعد هذا الأمر أحد أكبر التحديات الأخلاقية والقانونية لأي عملية عسكرية برية واسعة النطاق.
السياق العسكري والسياسي
تأتي تصريحات المسؤول الأمني السابق في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. ووفقًا للتقارير، فإن القوات الإسرائيلية تدرس خيارات متعددة للرد على الهجمات الصاروخية المتواصلة من القطاع، بما في ذلك عمليات جوية مركزة، حصار بري، أو هجوم بري شامل.
من الناحية السياسية، فإن أي عملية برية واسعة ستعرض إسرائيل لانتقادات دولية واسعة، خاصة إذا أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. ويشير محللون إلى أن الضغط الدولي قد يدفع إسرائيل إلى التفكير بعناية قبل اتخاذ أي خطوة قد تؤدي إلى تدمير واسع النطاق في غزة.
ردود فعل دولية
أبدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان قلقها البالغ من أي عملية عسكرية برية في غزة، محذرة من تداعياتها الإنسانية الخطيرة. وطالبت هذه الجهات بـ إيجاد حلول دبلوماسية لتجنب التصعيد وحماية المدنيين.
كما دعت المنظمات الإنسانية الدولية إلى فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وتوفير الدعم للمتضررين من النزاعات المسلحة. وأكدت أن أي تكتيك يعتمد على تدمير شامل للبنية التحتية يزيد من معاناة السكان ويزيد من احتمالات انتهاك القانون الدولي الإنساني.
تقييم خبراء الدفاع الإسرائيلي
يشير خبراء الدفاع الإسرائيلي إلى أن احتلال غزة بالكامل عملية معقدة جدًا بسبب الكثافة السكانية العالية والمساحات الصغيرة والمقاومة المنظمة. كما أن التدمير الشامل قد يؤدي إلى مقاومة أطول وأكثر دموية، وهو ما يزيد من المخاطر على الجنود الإسرائيليين.
وأوضح الخبراء أن تقديرات الكلفة البشرية والمادية تعتمد على حجم العملية ومدة السيطرة على المناطق المستهدفة. وأشاروا إلى أن أي هجوم بري طويل سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات بين المدنيين والمقاتلين على حد سواء.
توضح تصريحات المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق أن الاحتلال الكامل لغزة ممكن تقنيًا، لكنه سيكون مكلفًا جدًا للطرفين، سواء من الناحية البشرية أو المادية. ويؤكد أن الاستراتيجية المتوقعة تعتمد على التدمير الشامل أولًا، ثم التقدم البطيء في السيطرة على المناطق، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الجيش الإسرائيلي في أي عملية واسعة النطاق داخل غزة.
وتشير جميع التحليلات إلى أن مثل هذه العملية ستفاقم الأزمة الإنسانية، وستعرض المدنيين للخطر، وتزيد الضغط الدولي على إسرائيل.
ويظل المجتمع الدولي أمام تحدٍ حقيقي لحماية المدنيين وإيجاد حلول دبلوماسية لتجنب التصعيد العسكري، في حين يبقى الخيارات العسكرية للإسرائيليين محفوفة بالمخاطر والتكاليف العالية على المدى الطويل.










