محلل عسكري إسرائيلي: السبب وراء عدم خوف زامير من قول الحقيقة للمستوى السياسي

profile
  • clock 26 أبريل 2025, 12:31:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
السبب وراء عدم خوف زامير من قول الحقيقة للمستوى السياسي

قناة N12 -  المحلل العسكري نير دفوري

يشير موقف رئيس هيئة الأركان إيال زمير، الذي نُشر صباح الأربعاء في سياق النقاشات داخل الكابينيت، إلى أمر واحد يبدو أنه غير واضح للجميع حتّى الآن؛ رئيس هيئة الأركان هو الشخص الأقوى اليوم في الخدمة العامة، ولا يُمكن إقالته، وهذا ما يفهمه الوزراء الآن. زامير قال للمستوى السياسي إنه ينوي التعبير عن رأيه المهني، وسيقوله في كُل مكان، وها هو يتصرّف الآن كشخص معني مستقل يتمسّك برأيه. وعلى الرغم من التهديدات، فإنهم لا يستطيعون إزاحة رئيس هيئة الأركان من منصبه.

وما قاله زامير في النقاشات خلال اجتماع الكابينيت شبيه بما قاله مَن سَبَقَه؛ رئيس هيئة الأركان السابق هرتسي هليفي، وتلقّى انتقادات حادّة جداً من طرف المستوى السياسي. اعتقد هرتسي هليفي أيضاً أنه من غير الصحيح أن يقوم الجيش بتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والآن، مَن يُحاول أن يزرع الشك في قرارات إيال زمير، فإنه لم يأخذ روحه وتصميمه في الحسبان. مَن يرسل الجنود إلى المعركة، يملك حسابات وفهماً عميقَين لمعنى كُل خطوة، وكُل أمر. وفعلاً، مَن يجلس في كرسي رئيس هيئة الأركان، ينظر إلى الأمور نظرة ناضجة، والمواقف تتدوَّر بصورة طبيعية أكثر إلى اعتدالاً.

لقد تراجع الوزير سموتريتش بعد ساعة من نشر موقفه إزاء رئيس هيئة الأركان، وأوضح أنه لا يقصد رئيس هيئة الأركان، إنما الحكومة ورئيسها. حتّى وزير الدفاع يسرائيل كاتس يقول في محادثات مغلقة إنه يعارض الحكم العسكري في قطاع غزة. وبدلاً من ذلك، فإذا تقدّمنا في هذا الاتجاه، فإنه يمكن للجيش أن يسمح لشركات دولية بتوزيع جزء من المساعدات الإنسانية. وفي جميع الأحوال، لا ينوي الجيش وضع إمكان تعرُّض جنود للإصابة وهُم يحملون على ظهورهم أكياس الرز من أجل سكّان غزة نَصْبَ العين.

هذه مسؤولية المستوى المهني في الجيش و"الشاباك"، وعليه أن يطرح أمام المستوى السياسي في النقاشات الداخلية رأيه المهني وتوصياته في كُل قضية، فهذا واجبهم ومسؤوليتهم. يستطيع المستوى السياسي أن يصغي، ثم يقبل أو يرفض كُل قرار يراه مناسباً. وطبعاً، يتم توجيه الأوامر إلى الجيش استناداً إلى ذلك، لكن لا يمكن التعامل باستخفاف مع رئيس هيئة أركان يطرح موقفه المهني خلال اجتماع "كابينيت"، فهذا لا يُعقل، والطريقة جزء من المشكلة أيضاً.

من الواضح أن الوضع السياسي الخاص بسموتريتش يدفعه إلى البحث عن شخصية يستغلها لِجَنْيِ مزيد من الأصوات، لكنه لا يفهم عمق المشكلة التي يتواجد فيها، فهو لا يهاجم فقط أشخاصاً صادق على تعيينهم كوزير في حكومة إسرائيل، بل أيضاً يهاجم جمهوراً واسعاً يشكّل قاعدته الداعمة. إن الجمهور المتديّن القومي الذي يسعى سموتريتش لتمثيله يتجنّد بصورة واسعة، ويدفع ثمناً كبيراً في هذه الحرب، في الوقت الذي يقف فيه هو إلى جانب الحريديم ومُبادراتهم إلى الإعفاء من الخدمة العسكرية.

أمّا بشأن قضية الحكم العسكري، فإن إقامة حكم عسكري سيكلّف أثماناً باهظة جداً، وجزء من هذه الأثمان هو بقاء آلاف الجنود الذين سينشغلون بذلك على مدار عام على الأقل، وسيتوجّب عليهم أن يحملوا أكياس الرز لسكّان غزة. ولا يوجد أي رئيس هيئة أركان، ومنهم زامير، وافق على ذلك، ولا حتى وزير دفاع. ومن أجل تجنيد الشركات الدولية لهذه المهمّة، يجب البدء بتحريك المسارات، ولا حاجة إلى دفع الجيش إلى هذه القضية.

يجب ألاّ ينشغل جنود الجيش بالمساعدات الإنسانية، فالأثمان كبيرة، وستكون هناك خطورة غير ضرورية على الجنود، والجميع تقريباً يفهمون ذلك. والآن، هذا ما يقوله رئيس هيئة الأركان للمستوى السياسي بصورة واضحة.

التعليقات (0)