-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
مجزرة العطشى في النصيرات: صاروخ إسرائيلي يحصد أرواح 7 أطفال كانوا يبحثون عن شربة ماء
مجزرة العطشى.. عنوان جديد في سجل الجرائم
مجزرة العطشى في النصيرات: صاروخ إسرائيلي يحصد أرواح 7 أطفال كانوا يبحثون عن شربة ماء
-
13 يوليو 2025, 1:46:48 م
-
531
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مجزرة العطشى في النصيرات
محمد خميس
لا يكاد المرء يفيق من فاجعة حتى تُفجّره أخرى أشدّ وقعًا، ففي قطاع غزة المحاصر باتت أرقام الشهداء والجرحى تتراكم بوتيرة لم يعد العقل البشري قادرًا على استيعابها، وكأنها تحوّلت إلى مجرد إحصائيات مروعة بلا نهاية. لكن بعض المجازر تبقى علامة فارقة في مشهد الإبادة الجماعية المتواصلة، لما تحمله من قسوة متفردة، ومشهدية لا يمكن أن تُمحى من الذاكرة، مهما تزاحمت الصور.
فجر الأحد: مجزرة مروعة تطال أطفالًا عطشى
في صباح الأحد 13 يوليو/تموز 2025، كانت منطقة "المخيم الجديد" شمال غرب النصيرات على موعد مع مشهد لا يُصدّق من الفظاعة. عشرات الأطفال والنساء كانوا يصطفّون في طابور طويل للحصول على المياه من نقطة توزيع وفّرتها مؤسسة خيرية، ليفاجَؤوا بصاروخ صهيوني يُنهي حياتهم بلا رحمة.
10 شهداء بينهم 7 أطفال وأكثر من 17 جريحًا، نصفهم من الأطفال، كانت الحصيلة الأولية للمجزرة التي هزت وجدان الفلسطينيين، بعد أن تحوّلت نقطة توزيع المياه إلى ساحة حرب حقيقية.
الأطفال.. وقود الإبادة الجماعية
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من الحرب على غزة. فبحسب تقارير منظمة "يونيسيف"، يُقتل 27 طفلًا يوميًا في القطاع، مع أكثر من 18 ألف طفل شهيد منذ بدء العدوان، بينهم 322 طفلًا خلال 10 أيام فقط بعد انهيار التهدئة، و130 طفلًا في يوم واحد فقط (18 مارس 2025).
وتُظهر البيانات أن أكثر من مليون طفل في غزة بحاجة ماسة إلى دعم نفسي نتيجة الصدمات المتراكمة، والواقع المرير المتمثل في فقد الأهل، التهجير القسري، والعيش وسط ركام المنازل والمجازر.
مأساة الأطفال الأيتام والمتروكين
تشير التقديرات إلى أن نحو 17 ألف طفل فلسطيني يعيشون اليوم دون ذويهم، منهم من فقد أسرته بالكامل، ومنهم من فُصل عن والديه تحت القصف أو في رحلة نزوح لا نهاية لها.
هذا الواقع يُهدد بجيل كامل محطم نفسيًا واجتماعيًا، في ظل غياب الأمان والطفولة والتعليم وحتى الحماية الدولية.
مجزرة العطشى.. عنوان جديد في سجل الجرائم
جريمة استهداف أطفال كانوا يصطفون للحصول على مياه الشرب لا تختلف كثيرًا عن آلاف المجازر التي عاشها قطاع غزة خلال عامين من الحرب، لكنها تكشف عن انحدار أخلاقي غير مسبوق في استهداف ما تبقى من مظاهر الحياة في القطاع.
وتبقى مجزرة "العطشى" في النصيرات، جرحًا جديدًا في جسد غزة، ورسالة دامغة عن حجم الوحشية والإفلات من العقاب الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال والمدنيين العزل.

.jpg)




