موقف أخلاقي واضح: دعم فلسطيني لا لبس فيه

فيينا تحتضن المؤتمر اليهودي الأول المناهض للصهيونية: دعم صريح للدولة الفلسطينية ورفض للاحتلال

profile
  • clock 14 يونيو 2025, 5:28:24 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
فيينا

محمد خميس

شهدت العاصمة النمساوية فيينا حدثًا غير مسبوق تمثل في المؤتمر اليهودي الأول المناهض للصهيونية، الذي استمر على مدار ثلاثة أيام بمشاركة مئات النشطاء والمفكرين اليهود والمتضامنين الدوليين. وقد شكّل المؤتمر منصة للتأكيد على رفض الصهيونية كأيديولوجيا سياسية، والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة والحقوق.

"إسرائيل لا تمثل جميع اليهود": رسالة واضحة من قلب أوروبا

أكد المشاركون في المؤتمر أن "إسرائيل لا تمثل جميع اليهود"، مشددين على أن انتقاد سياساتها تجاه الفلسطينيين لا يُعد معاداة للسامية، بل هو موقف مبدئي ضد الاحتلال والتطهير العرقي. وقد شددوا على ضرورة الفصل بين اليهودية كدين وبين الصهيونية كمشروع سياسي استعماري.

إيلان بابيه: المشكلة في الأيديولوجيا الصهيونية

في تصريحات صحفية قال المؤرخ الإسرائيلي البارز إيلان بابيه إن المؤتمر جمع يهودًا من مختلف أنحاء العالم يؤمنون بأن جوهر المشكلة يكمن في الأيديولوجيا الصهيونية التي تقوم عليها إسرائيل. وأكد أن هؤلاء المشاركين يدعمون إقامة دولة فلسطينية شاملة لجميع السكان من أديان مختلفة، ويرفضون أن تُنطق إسرائيل باسمهم كيهود.

وأضاف بابيه أن رسالة المؤتمر موجهة بشكل أساسي إلى الغرب، للتأكيد على أن انتقاد سياسات الاحتلال لا يرقى لمعاداة السامية، خصوصًا في ظل الجرائم التي تُرتكب في غزة بحق المدنيين العزّل.

كايتي هالبر: لحظة تاريخية وصرخة ضد الاحتلال

من جانبها، وصفت الناشطة الأمريكية اليهودية كايتي هالبر انعقاد المؤتمر بأنه "لحظة تاريخية"، مؤكدة أن اليهود المناهضين للصهيونية يرفعون صوتهم دعماً للعدالة وحقوق الإنسان. وشددت على أن "الكيان الإسرائيلي لا يمثلنا، ولا يتحدث باسمنا"، معتبرة أن استمرار الاحتلال والإبادة الجماعية يقوض القيم الإنسانية باسم اليهود زورًا.

وأشارت هالبر إلى "المفارقة الصارخة" بأن مناصري إسرائيل يتهمون اليهود المعارضين لها بأنهم معادون للسامية، في حين أنهم يكرّسون ذلك من خلال الادعاء بأن كل اليهود يدعمون كيانًا احتلاليًا.

موقف أخلاقي واضح: دعم فلسطيني لا لبس فيه

وأكدت هالبر أن القضية تتعلق بـ"موقف أخلاقي"، وليس بصراعات دينية أو قومية. وأضافت: "نحن كيهود نرى أن واجبنا أن نقف إلى جانب الفلسطينيين، وكلما ارتفعت أصواتنا ضد الاحتلال، ضعُفت قدرة إسرائيل على ادعاء تمثيلنا".

محطة فارقة في مسار النضال الإنساني

يُعتبر هذا المؤتمر محطة فارقة في مسار النضال الحقوقي العالمي، حيث يجمع يهودًا من خلفيات متعددة لرفض الصهيونية وتأييد قيام دولة فلسطينية ذات سيادة. وقد أعاد التأكيد على أن النقد لا يُوجه إلى اليهودية كدين، بل إلى الاحتلال وممارسات القمع التي تُرتكب باسمه.

التعليقات (0)