-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
"سدي تيمان".. شهادات صادمة تكشف معسكر تعذيب للفلسطينيين بعلم قادة الجيش الإسرائيلي
سياق مستمر من الانتهاكات.. والضحايا بالآلاف
"سدي تيمان".. شهادات صادمة تكشف معسكر تعذيب للفلسطينيين بعلم قادة الجيش الإسرائيلي
-
2 يونيو 2025, 5:04:55 م
-
427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
شهادة من الداخل: مركز "سدي تيمان" معسكر موت تحت ستار التحقيق
كشف جندي احتياط إسرائيلي، في تقرير نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن مركز احتجاز "سدي تيمان" ليس سوى معسكر تعذيب سادي، دخل إليه عشرات المعتقلين الفلسطينيين أحياء وخرجوا منه في أكياس الجثث، منذ أواخر عام 2023، مع تصاعد العدوان على قطاع غزة.
ورغم مشاركته في تحقيق استقصائي أعدّته هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية عبر برنامجها "زمان إيميت" (وقت الحقيقة)، أكد الجندي أن مقابلته وشهاداته لم تُدرج في التقرير النهائي، وأن الإعلام الإسرائيلي عمد إلى إخفاء الحقائق كاملة عن الجمهور.
"زمان إيميت": التستر على الجريمة من خلال التركيز على حادثة معزولة
انتقد الكاتب المجهول، الذي خدم داخل المركز، تركيز التحقيق الإعلامي على حالة اعتداء جنسي مزعومة واحدة ارتكبها جنود من وحدة "القوة 100"، مع تجاهل ممنهج لكل الانتهاكات الأوسع والأكثر فظاعة التي تحدث بشكل يومي داخل سدي تيمان.
وأشار إلى أن البرنامج تعامل مع المركز وكأنه موقع حادثة فردية، متجاهلاً السياق الكامل والمروّع للانتهاكات، رغم توفر شهادات من حراس وأطباء ومعتقلين توثق كل ما يجري هناك.
وقائع مرعبة: موت وتعذيب وإذلال لا إنساني
في شهادته الصادمة، قال الجندي: "رأيت معتقلاً يموت أمام عيني. ورأيت جرحى من غزة جائعين لأسابيع بلا علاج. كانوا يتبولون ويتغوطون على أنفسهم لأنهم حرموا من دخول الحمام. لا عجب أن بعضهم مات، بل العجيب أن أحدهم نجا".
وأضاف أن قائد السجن نفسه وصف المركز بأنه "مقبرة"، وقال إن "كبار القادة يعلمون ذلك". كما أشار إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير، وإلى ظروف صحية قاسية يعيشها المعتقلون، في ظل انعدام أي رقابة إنسانية أو قانونية.
الإعلام الإسرائيلي يتجاهل.. والعسكريون يعرفون
أكد الكاتب أن كل من خدم في سدي تيمان يعلم بحجم الجرائم المرتكبة داخله، من تعذيب جسدي إلى الحرمان من العلاج، لكن وسائل الإعلام العبرية تجاهلت الأمر تمامًا، وفضلت تقديم سرد "مصفى" للرأي العام الإسرائيلي.
وأوضح أن الاكتفاء بحادثة واحدة في التقرير، هو أسوأ من الكذب، لأنها تحصر القضية في حالة قابلة للجدل القانوني، بينما تتجاهل منظومة التعذيب الشاملة القائمة على مستوى رسمي وبتوجيه من القيادات العليا.
إفلات من المحاسبة.. وأرقام الضحايا تفضح الصمت
يشير الجندي إلى أن عدد المعتقلين الذين دخلوا المركز مقارنة بعدد من خرجوا أحياء كان كافياً لإثبات الجريمة، إلا أن هذا لم يُؤخذ بعين الاعتبار، رغم وجود شهادات من جنود وطاقم طبي سابقين.
وما يزيد من خطورة الأمر أن وسائل الإعلام والصحفيين الإسرائيليين العارفين للحقيقة اختاروا الصمت أو التعتيم، تاركين الجرائم بلا محاسبة، وبلا حتى وعي مجتمعي داخلي.
سياق مستمر من الانتهاكات.. والضحايا بالآلاف
يأتي هذا التقرير في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي كامل، حيث أسفر العدوان حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية مأساوية.
"سدي تيمان" ليس استثناءً بل مرآة لمنظومة القمع
ما كشفه الجندي المجهول لا يُعد حادثة فردية بل مرآة صادمة لمنظومة كاملة من الانتهاكات تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، تحت غطاء أمني وبصمت إعلامي داخلي.
ومع استمرار الصمت الدولي، تبقى معسكرات مثل سدي تيمان نقاطًا سوداء في سجل الاحتلال، ودليلًا على أن الجرائم المرتكبة ليست عشوائية، بل سياسة ممنهجة يجري تنفيذها برعاية رسمية وإعلامية.









