تكبير الخط تصغير الخط

استنكرت جامعة الدول العربية تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإعلام الفلسطيني، مؤكدة أن ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون يشكّل اعتداءً صارخًا على حرية الصحافة واستخفافًا واضحًا بأحكام القانون الدولي الإنساني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

نداء في "يوم التضامن مع الإعلام الفلسطيني"

وفي تصريح له بمناسبة "يوم التضامن العالمي مع الإعلام الفلسطيني"، قال السفير أحمد خطابي، الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام في الجامعة، إن هذا اليوم لا يجب أن يُختزل في طابع رمزي، بل ينبغي أن يكون نداءً مستمرًا للمجتمع الدولي كي يتحمل مسؤولياته ويوفر الدعم والمساندة للإعلام الفلسطيني، الذي يعمل في ظروف استثنائية محفوفة بالمخاطر.

واقع مأساوي: استشهاد وإصابة مئات الصحفيين

وأوضح خطابي أن العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة جعل من القطاع أخطر منطقة في العالم للعمل الصحفي، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 212 صحفيًا، وإصابة ما لا يقل عن 400 آخرين منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد أن هؤلاء الصحفيين يؤدون مهامهم في ظل أوضاع إنسانية بالغة القسوة، في وقت يستمر فيه القصف والحصار والتجويع، مما يعرضهم لمخاطر جسيمة مشابهة لما يعانيه المدنيون العزّل.

دعوة لتفعيل الحماية الدولية للصحفيين

وشدّد الأمين العام المساعد على أهمية تفعيل منظومة الحماية الدولية للصحفيين، من خلال الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية المتعارف عليها عالميًا، وتطبيق ما ورد في المواثيق الدولية، وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
كما دعا إلى ضرورة وضع ضوابط ملزمة تحول دون تكرار الانتهاكات بحق الإعلاميين العاملين في مناطق النزاع.

الاحتلال يواصل العدوان: خروقات ممنهجة لاتفاقات التهدئة

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه على غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، كان قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. ومع ذلك، فإن الاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق، بل واصل خروقاته بشكل متكرر، متسببًا في تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحفية على حد سواء.

مجازر مستمرة بدعم غربي

وبدعم واضح من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية منذ أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، في مشهد يعكس وحشية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر.