تصريحات مسيئة تثير غضباً واسعاً في لبنان.. المبعوث الأمريكي يهاجم الصحفيين خلال مؤتمر رسمي

profile
  • clock 26 أغسطس 2025, 4:43:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
توماس باراك

كتبت/ غدير خالد

 

في مشهد أثار موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية، أطلق المبعوث الأمريكي توماس باراك تصريحات مسيئة بحق الصحفيين اللبنانيين خلال مؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري "بعبدا" يوم الثلاثاء، ما اعتُبر إهانة صريحة للإعلام اللبناني وتعدياً على السيادة الوطنية.

 

تصريحات مستفزة من ممثل واشنطن

 

خلال المؤتمر الذي أعقب سلسلة لقاءات أجراها الوفد الأمريكي مع كبار المسؤولين اللبنانيين، وجّه باراك كلاماً حاداً إلى الصحفيين قائلاً: "سنحدد مجموعة من القواعد، أليس كذلك؟ كونوا هادئين للحظة". ومع تزايد الأسئلة، هدد بإنهاء المؤتمر قائلاً: "في الوقت الذي تبدأ فيه الأمور بالفوضوية والحيوانية سأغادر". وأضاف: "إذا أردتم معرفة ما يحدث، فتصرفوا بتحضّر وبلطف وتسامح، كونوا صبورين، لأن هذه هي حقيقة المشكلة في المنطقة".

 

هذه التصريحات التي حملت طابعاً استعلائياً وغطرسة دبلوماسية، أثارت استياءً واسعاً، خاصة أنها صدرت من على منبر رسمي لبناني، وفي حضور ممثلين عن الكيان الأمريكي الذي يدعم الاحتلال والعدوان الصهيوني المستمر على الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.

 

نقابة الصحفيين ترد بقوة

 

نقابة الصحفيين اللبنانيين سارعت إلى إصدار بيان شديد اللهجة، وصفت فيه تصريحات باراك بأنها "غير مقبولة" و"إهانة صريحة" للإعلام اللبناني، مطالبة باعتذار علني من المبعوث الأمريكي والدبلوماسيين المرافقين له، وحذرت النقابة من خطوات تصعيدية تبدأ بمقاطعة زيارات باراك، مؤكدة أن احترام الإعلام جزء لا يتجزأ من احترام السيادة اللبنانية، وأن كرامة الصحفيين ليست محل مساومة.

 

الرئاسة اللبنانية وحزب الله يدينان التصريحات

 

من جهتها، عبّرت الرئاسة اللبنانية عن أسفها الشديد لما صدر من تصريحات مسيئة على منبرها، مؤكدة احترامها المطلق لكرامة الإنسان وتقديرها الكامل للصحفيين اللبنانيين. كما أدان حزب الله اللبناني التصريحات، واعتبرها انعكاساً لـ"السفاهة والغطرسة الأمريكية"، مطالباً باستدعاء السفيرة الأمريكية وتوبيخها فوراً.

 

خلفية سياسية مشحونة

 

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، واستمرار دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة والضفة الغربية، ما يضع تصريحات باراك في سياق أوسع من الاستعلاء السياسي ومحاولة فرض الهيمنة على الإعلام والرأي العام العربي.

 

والجدير بالذكر أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين لبنان والولايات المتحدة، خاصة إذا لم يتم تقديم اعتذار رسمي، وهو ما تطالب به جهات سياسية وإعلامية عديدة في البلاد.

كلمات دليلية
التعليقات (0)