-
℃ 11 تركيا
-
29 سبتمبر 2025
انسحاب الوفود من كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة: مشهد غير مسبوق
دلالات المشهد على السياسة الإسرائيلية والدولية
انسحاب الوفود من كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة: مشهد غير مسبوق
-
28 سبتمبر 2025, 3:35:00 م
-
430
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو في الأمم المتحدة:
محمد خميس
تحولت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة (26 أيلول/سبتمبر) إلى مشهد غير مسبوق من المقاطعة والرفض، بعدما غادر عشرات المندوبين القاعة لحظة صعوده إلى المنصة، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية.
انسحاب جماعي للوفود: أكثر من 150 وفدًا يتركون القاعة
ذكرت التقارير أن أكثر من 150 وفدًا دبلوماسيًا انسحبوا بشكل جماعي، تاركين القاعة شبه خاوية، فيما بقي نحو 48 وفدًا فقط لمغادرة القاعة. وأوضحت التقارير أن المقاعد الفارغة وصيحات الاستهجان كانت تعبيرًا مباشرًا عن رفض سياسات نتنياهو واعتبارها جزءًا من الاحتلال الإسرائيلي.
المشهد أعاد التأكيد على العزلة الدولية غير المسبوقة التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة لإسرائيل على المستوى العالمي.
الوفود العربية الحاضرة: الإمارات والبحرين
فيما أثار الانسحاب الجماعي استحسان المجتمع الدولي، كان لافتًا أن بعض الوفود العربية بقيت في القاعة، أبرزها الإمارات والبحرين، وهو ما أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام العربي.
وصف المعلقون بقاء هذه الوفود بأنه “خطوة صادمة” و”مكسب مجاني” لنتنياهو، حيث منح الحضور العربي القليل له مخرجًا رمزيًا وسط الانسحاب الكبير لبقية الوفود العربية والإسلامية.
وأشار الإعلامي المصري أسامة جاويش إلى أن موريتانيا لم تبقَ كما أشيع في البداية، مؤكدًا أن الوفود العربية الحاضرة اقتصر دورها على الإمارات والبحرين، واعتبر الحضور مرتبطًا بـ اتفاقيات التطبيع واتفاقيات أبراهام مع إسرائيل.
الرمزية السياسية لمشهد القاعة الفارغة
أكد خبراء أن المقاعد الفارغة والانسحاب الجماعي تمثل رسالة احتجاجية مباشرة ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، في حين شكل بقاء الوفود العربية المحدودة جانبًا رمزيًا مهمًا أعطى نتنياهو مخرجًا سياسيًا مؤقتًا أمام المشهد الدولي.
وعززت خطوة الوفد الإيراني الذي رفع صورة لضحايا الضربات الإسرائيلية، من رمزية الاحتجاج داخل القاعة، لتكون أحد أبرز المواقف المباشرة ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال الجلسة العامة.
وقد رصدت مواقع إعلامية عدة لقطات المقاعد الخالية واللافتات التي تحمل أسماء الدول، مما يجعل بقاء بعض الدول العربية نقطة جدل ساخنة في تحليل الموقف الرسمي تجاه إسرائيل.
أوضح مراد علي، المستشار الإعلامي وخبير الإدارة الاستراتيجية، أن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد لم يكتفِ بعدم الانسحاب من القاعة، بل التقى نتنياهو مباشرة بعد كلمته على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وأشار الخبير إلى أن هذه العلاقة الوثيقة مع إسرائيل تثير التساؤلات حول دوافعها، مؤكدًا أن الحضور الإماراتي يعكس الالتزام باتفاقيات أبراهام والتعاون السياسي والاقتصادي مع تل أبيب.
الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي
أثارت خطوة بقاء بعض الوفود العربية جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون هذه الخطوة بأنها “تخفيض للرمزية السياسية للمقاطعة الدولية”.
في المقابل، أشاد البعض بالانسحاب الجماعي لأكثر من 150 وفدًا باعتباره رسالة قوية للعالم حول رفض سياسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن هذا الحدث قد يشكل سابقة تاريخية في تاريخ الجلسات الأممية.
دلالات المشهد على السياسة الإسرائيلية والدولية
تحليل المشهد يشير إلى عدة دلالات مهمة:
العزلة الدولية لنتنياهو: الانسحاب الجماعي يمثل موقفًا واضحًا من المجتمع الدولي ضد سياسات الاحتلال.
دور الوفود العربية: الإمارات والبحرين تعكس استمرار العلاقات المطبعة مع إسرائيل رغم الانسحاب العربي العام.
التأثير الرمزي للإعلام: الصور والفيديوهات التي رصدتها وسائل الإعلام أصبحت جزءًا من الضغط الدولي على إسرائيل.
تصعيد الرمزية السياسية: حضور الوفود الإيرانية والمعارضة القوية داخل القاعة يعكس تعدد أدوات الاحتجاج الدولي ضد الاحتلال.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على السياسات المستقبلية لإسرائيل وعلى طريقة تعاملها مع المجتمع الدولي والدبلوماسية العربية.







