-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
الرئاسة السورية تعلن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.. والعشائر تؤكد التزامها
الرئاسة السورية تعلن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.. والعشائر تؤكد التزامها
-
19 يوليو 2025, 10:50:44 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
أعلنت رئاسة الجمهورية السورية وقفاً شاملاً لإطلاق النار في جميع المناطق السورية، في خطوة وُصفت بأنها تأتي "استجابة للظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد"، وحرصاً على "حقن الدماء وصون وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها"، بحسب البيان الرسمي الصادر صباح السبت. ودعت الرئاسة جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل والفوري بهذا القرار، ووقف كافة الأعمال القتالية، مع التشديد على ضرورة حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وشدد البيان على أن خرق القرار سيُعدّ انتهاكاً صريحاً للسيادة الوطنية، وسيواجه بإجراءات قانونية صارمة وفقاً للدستور والقوانين النافذة. كما بدأت بالفعل قوات الأمن بالانتشار في عدد من المناطق الحساسة بهدف تثبيت وقف إطلاق النار والحفاظ على النظام العام وتأمين الممتلكات.
دعم أمريكي ووساطة إقليمية
في موازاة هذا الإعلان، كشف المبعوث الأمريكي إلى سوريا وسفير واشنطن في تركيا، توماس باراك، عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار منفصل بين سوريا وإسرائيل، جرى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وبتبنٍّ إقليمي من تركيا والأردن وجيرانهما. وكتب باراك على منصة "إكس": "ندعو الدروز والبدو والسنّة إلى إلقاء أسلحتهم، والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة، في سلام وازدهار مع جيرانها".
ويشير هذا التطور إلى تحرك متعدد المسارات لاحتواء التصعيد جنوب سوريا، وسط مخاوف متزايدة من تمدد التوترات الطائفية والمناطقية، في وقت تحاول فيه القوى الإقليمية والدولية الدفع نحو صيغة تهدئة شاملة.
إدانات رسمية للهجمات جنوباً
رئاسة الجمهورية كانت قد أبدت قلقها البالغ وأسفها العميق إزاء الأحداث الدامية في الجنوب السوري، ووصفت ما يجري بأنه نتيجة لتمدّد جماعات مسلحة خارجة عن القانون تستخدم العنف لفرض واقع جديد، ما عرّض المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ لخطر مباشر. ونددت الرئاسة بشكل خاص بـ"الهجوم على العائلات الآمنة وترويع الأطفال"، واعتبرته سلوكاً مداناً أخلاقياً وقانونياً وإنسانياً.
وأكد البيان أن الدولة السورية تعمل بجهد كبير لاحتواء الفوضى، ووقف الانتهاكات التي تهدد وحدة البلاد وسلامة المواطنين، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل.
العشائر تلتزم بالتهدئة
في تطور لافت، أعلنت العشائر السورية التزامها الكامل بقرار وقف إطلاق النار الصادر عن الرئاسة، مؤكدةً سعيها لحقن الدماء وفتح باب العودة الآمنة للنازحين، والحوار الوطني الشامل. وقالت العشائر في بيان لها إن أبناءها لم يكونوا يوماً دعاة حرب، بل دافعوا عن كرامتهم عند الضرورة، وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل السلم الأهلي.
وشدد البيان على وقف جميع العمليات العسكرية من طرف العشائر، مع الإفراج الفوري عن المحتجزين من أبنائها، واعتبار ذلك خطوة لبناء الثقة. كما دعت العشائر إلى فتح قنوات الحوار والتنسيق، والتأكيد على عدم تكرار ما حدث، في سياق سعيها نحو استقرار دائم.
وختم البيان بالترحم على "شهداء العشائر الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والعرض"، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية تبقى الخيار الوحيد لحماية سوريا من الانهيار والفوضى.
اختبار حقيقي للهدنة
رغم زخم البيانات والمواقف، إلا أن الالتزام الفعلي على الأرض لا يزال قيد الاختبار، خصوصاً في الجنوب حيث تختلط المعارك بين أطراف محلية وقوى خارجية. ويتوقف نجاح الهدنة على مدى جدية الأطراف في احترام الاتفاقات، وقدرة الدولة على فرض سيادتها، ومنع التدخلات الإقليمية التي غذّت النزاع لسنوات. كما يبقى موقف إسرائيل والغموض حول طبيعة دورها في الاتفاق المعلن عاملاً حساساً يمكن أن ينسف أي تهدئة ما لم يُضبط ضمن إطار سيادي سوري خالص.
بذلك، يقف المشهد السوري أمام مفترق جديد: إما أن تتحول هذه المبادرة إلى بوابة لحل سياسي مستدام، أو تكون مجرد هدنة مؤقتة في صراع لم يُحسم بعد.









