تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في مشهد يُجسد عمق الأزمة الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة، تحولت فاكهة البطيخ، رمز الصيف والانتعاش، إلى سلعة نادرة وباهظة الثمن، إذ يصل سعر الواحدة منها إلى 70 دولارًا أميركيًا، في ظل استمرار الحرب والحصار والانهيار الكامل لمنظومة الحياة اليومية.

بيع البطيخ بالقطعة.. عنوان لفقر غير مسبوق

تنتشر في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة بسطات صغيرة يفترشها الباعة، يعرضون فيها شرائح من البطيخ موضوعة على ألواح خشبية أو ورق نايلون، وتُعرض تحت أشعة الشمس الحارقة في محاولة لجذب زبائن لم يعد باستطاعتهم شراء البطيخة الكاملة.

هذا البيع بالقطعة يعكس بشكل واضح الانهيار الاقتصادي الكامل، حيث أصبحت حتى فواكه الصيف البسيطة تُشترى بالشريحة أو الحبة، نتيجة العجز المالي لدى غالبية الأسر، وغياب أبسط مقومات المعيشة.

انقطاع الكهرباء يُعمّق الأزمة الغذائية

مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتعطل الثلاجات، لم تعد العائلات الغزية قادرة على تخزين الطعام أو الفاكهة، مما جعل الإقبال على شراء كميات صغيرة وفورية أمرًا اضطراريًا وليس رفاهية.
وبات كثيرون يبحثون عن "طعم الانتعاش" بقطعة فاكهة صغيرة، بدلًا من وجبة كاملة، في مشهد لا يُرى إلا في المجاعات والكوارث الممتدة.

حرب التجويع.. جانب آخر من الإبادة الجماعية

منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي، إبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري.
ورغم قرارات وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذا العدوان، تُواصل إسرائيل حربها على سكان غزة، دون محاسبة دولية حقيقية.

وقد خلفت هذه الإبادة حتى اليوم:

نحو 195 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

أكثر من 11 ألف مفقود.

مجاعة مدمرة حصدت أرواح العديد من الأطفال.

دمار واسع طال البنية التحتية والخدمات الأساسية.

قطعة بطيخ تكشف مأساة أمة

تحولت قطعة البطيخ التي تُباع في شوارع غزة إلى مرآة حقيقية للمأساة، فهي ليست مجرد فاكهة تُبرد حرارة الصيف، بل صارت رمزًا لحياة تُحتضر تحت النار والجوع والحصار.
ووسط صمت دولي مريب، يعيش سكان غزة معاناة يومية، حيث حتى لحظات الانتعاش البسيطة باتت تُشترى بالألم والدموع.