عدوان متواصل وانتهاكات ممنهجة

"أطباء بلا حدود": نظام توزيع المساعدات في غزة كارثي ويفتقر للإنسانية

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 6:33:28 م
  • eye 433
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

 محمد خميس

 

تحذير دولي: نظام توزيع المساعدات يقتل المدنيين بدل إنقاذهم

 

أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، أن نظام توزيع المساعدات في قطاع غزة، الذي تديره إسرائيل وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، يعاني من خلل كارثي ويفتقر بشكل صارخ إلى المعايير الإنسانية والفعالية المطلوبة.
وشددت على أن هذا النظام لا يحمي المدنيين بل يعرّضهم للخطر المباشر، مشيرة إلى أن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى أثناء محاولتهم الحصول على الطعام هو نتيجة مباشرة لهذا الفشل.

وقالت كلير مانيرا، منسقة شؤون الطوارئ في المنظمة، إن ما يحدث يُظهر بوضوح "خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات وافتقاره للإنسانية والفعالية إلى حد بعيد"، مؤكدة أنه "كان من الممكن تفادي هذه الكارثة لو تم التعامل مع المساعدات من قبل جهات إنسانية مؤهلة".

إطلاق نار من كل الجهات.. وتحويل الجوع إلى أداة قمع

بحسب شهادات نقلتها المنظمة من جرحى ناجين من مجازر مراكز توزيع المساعدات، فقد تعرض المدنيون لإطلاق نار مباشر من الطائرات المسيّرة والمروحيات والدبابات والزوارق البحرية، بالإضافة إلى نيران قناصة وقوات إسرائيلية على الأرض.
وأضافت المنظمة أن المصابين كانوا في طريقهم للحصول على الطعام لأطفالهم، لكنهم عادوا جرحى وخالي الوفاض، أو لم يعودوا أبدًا.

وفي هذا السياق، قالت "أطباء بلا حدود" إن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح للتهجير القسري، ووصفت ممارساتها بأنها جزء من "استراتيجية تطهير عرقي متواصلة منذ أكثر من 19 شهرًا".

وضع مأساوي داخل المستشفيات: لا أسرّة ولا دماء كافية

وأشارت المسؤولة الإعلامية للمنظمة نور السقا إلى أن مستشفى ناصر في خانيونس كان مكتظًا بالمصابين، ووصفت المشهد بقولها: "رأيت ممرات المستشفى ممتلئة بالمصابين، معظمهم رجال هذه المرة، بعكس ما اعتدت رؤيته من نساء وأطفال. ثيابهم كانت مضرجة بالدماء، والطلقات النارية واضحة على أطرافهم".
وأضافت: "اضطررنا نحن طواقم المنظمة للتبرع بالدم، بعدما أوشكت بنوك الدم على النفاد".

أرقام صادمة: 52 شهيدًا و340 مصابًا في رفح ووادي غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن عدد الشهداء في مجازر مراكز توزيع المساعدات في منطقتي رفح وجسر وادي غزة ارتفع إلى 52 شهيدًا و340 مصابًا منذ 27 مايو/أيار 2025، وهو اليوم الذي بدأت فيه عملية توزيع المساعدات عبر النظام الجديد.

أما وزارة الصحة في غزة، فأكدت أن كل الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات أُصيبوا بطلق ناري مباشر في الرأس أو الصدر، مما يشير إلى نية القتل العمد وليس مجرد إطلاق نار تحذيري أو عشوائي.

عدوان متواصل وانتهاكات ممنهجة

يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف عدوانه على غزة في 18 مارس/آذار 2025 بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه خرق الاتفاق مرارًا خلال فترة التهدئة.
ومنذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبغطاء أمريكي وأوروبي، ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية بحق المدنيين، أسفرت عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود في ظروف إنسانية شديدة القسوة.

المساعدات تحوّلت إلى مصائد موت

تحذيرات منظمة "أطباء بلا حدود" تمثل جرس إنذار جديد للمجتمع الدولي، بأن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تُستخدم كسلاح قمع سياسي أو وسيلة لإذلال شعب بأكمله.
المطلوب الآن، بحسب المنظمة، هو تسليم مهمة توزيع المساعدات إلى جهات إنسانية مستقلة وذات خبرة، وليس إلى الجهات العسكرية أو السياسية التي تسببت بكارثة إنسانية لا تزال فصولها تتكرر يوميًا.

التعليقات (0)