دعوات للمقاومة وتوحيد الصفوف

وقفة جماهيرية أمام أنقاض مركز رشاد الشوا تندد بالعدوان والحصار وتدعو لفتح المعابر ووقف الدعم الأمريكي للاحتلال

profile
  • clock 4 أغسطس 2025, 6:49:07 م
  • eye 413
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

محمد خميس

نظمت القوى الوطنية والإسلامية في شمال قطاع غزة، اليوم، وقفة جماهيرية حاشدة أمام أنقاض مركز رشاد الشوا الثقافي غربي مدينة غزة، للتعبير عن رفضها للعدوان الإسرائيلي المستمر، وللتنديد بسياسة التجويع الممنهجة التي يفرضها الحصار على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية كارثية.

وشهدت الفعالية حضورًا واسعًا شمل عشرات الأطفال الذين بدت عليهم علامات الجوع والإنهاك، إلى جانب نساء وجرحى من ضحايا القصف الإسرائيلي، إضافة إلى شخصيات فصائلية واجتماعية تمثل مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني المقاوم.

أنقاض الثقافة شاهدة على الجريمة

اختارت القوى الوطنية تنظيم الوقفة أمام مركز رشاد الشوا الثقافي الذي دمّرته طائرات الاحتلال في وقت سابق، في رسالة رمزية تؤكد أن العدوان لا يستثني البشر ولا الحجر، ولا حتى معالم الثقافة والهوية الوطنية.

وفي مشهد مؤلم، وقف الأطفال والنساء تحت الشمس، يحملون لافتات تندد بالمجازر المتواصلة، وتحمل عبارات مثل: "ارفعوا الحصار"، "لا للقتل بالتجويع"، و"أين ضمير العالم؟".

الحصار والتجويع: جريمة ممنهجة

وأكد المتحدثون خلال الوقفة أن ما يجري في قطاع غزة هو حرب إبادة حقيقية ترتكبها إسرائيل بدعم سياسي وعسكري مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرين إلى أن سياسات الحصار والتجويع تُستخدم كسلاح لإخضاع شعب بأكمله وفرض شروط الاستسلام.

كما رفضت القوى آلية الإنزال الجوي للمساعدات، ووصفتها بـ"الاستعراضية" التي لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، داعية إلى فتح جميع المعابر الإنسانية بشكل دائم وآمن، وعلى رأسها معبر رفح الذي يُعد شريان الحياة الوحيد للقطاع.

تحميل المسؤولية للاحتلال والولايات المتحدة

حمّلت القوى الوطنية، في بيانها، الاحتلال الإسرائيلي والحكومة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم في غزة، مشيرة إلى أن الدعم الأمريكي المفتوح لآلة الحرب الإسرائيلية يشكّل غطاءً للمجازر والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزّل.

ودعت إلى تحرك عربي وإسلامي عاجل وفعّال، بعيدًا عن بيانات التنديد، من أجل وقف العدوان ورفع الحصار ومحاسبة المجرمين، مشددة على أن صمت المجتمع الدولي يشجّع الاحتلال على التمادي في سياساته الإجرامية.

دعوات للمقاومة وتوحيد الصفوف

في السياق ذاته، دعت القوى الوطنية جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تكثيف الضغط على الحكومات الغربية والعربية لاتخاذ مواقف واضحة وعملية ضد الاحتلال، والعمل على عزل إسرائيل دوليًا.

كما حثّت الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات على توحيد الصفوف وتصعيد المقاومة الشعبية في وجه المشروع الصهيوني، مشددة على أن المقاومة بكافة أشكالها ستستمر حتى تحرير الأرض وكسر الحصار وتحقيق الحرية.

محاسبة سارقي المساعدات

وفي رسالة واضحة، شددت القوى على ضرورة محاسبة كل من يتورط في سرقة أو احتكار المساعدات الإنسانية، داعية إلى فرض رقابة شعبية وتنظيمية على توزيع المعونات لضمان وصولها إلى مستحقيها، وقالت: "شعبنا يعيش تحت خط المجاعة، وأي تلاعب بالمساعدات هو خيانة وطنية وأخلاقية".

وأكدت في ختام كلمتها أن "شعبنا لن يُهزم، وإرادته ستبقى أقوى من آلة القتل والدمار، وسنواصل طريقنا نحو الحرية والاستقلال مهما بلغت التضحيات".

668 يومًا من الإبادة الجماعية

تأتي هذه الوقفة بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ668 على التوالي منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تواصل قوات الاحتلال ارتكاب المجازر وجرائم الحرب الموصوفة، وسط صمت دولي مطبق.

وقد خلّف العدوان حتى الآن نحو 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين والمُهجّرين قسرًا في ظل حصار خانق ومنع تام للمساعدات الإنسانية.

التعليقات (0)